- العصفورة البريئةعــضــو ذهبي
- عدد الرسائل : 288
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 08/10/2009
(( غدير خم ))
الخميس ديسمبر 03, 2009 8:04 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
وصلّى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
أسعد الله أيامكم بذكرى البيعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وجعلكم من شفعائه والسائرين على نهجه ...
في يوم الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة ولدى وصول قافلة النبي صلى الله عليه وآله العائدة من الحج إلى منطقة "غدير خم" جاء النبي صلى الله عليه وآله جبرئيل لخمس ساعات مضت من النهار وقال له : يا محمد ، إنّ الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))/ المائدة 67
فتسمَّر النبي صلى الله عليه وآله في مكانه وأصدر أمره إلى المسلمين بالتوقف وغيَّر مسيره إلى جهة اليمين وتوجَّه نحو الغدير وقال : "أيها الناس، أجيبوا داعى الله ، أنا رسول الله".
ثم قال : "أنيخوا ناقتى ، فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلّغ رسالة ربى" وأمرهم أن يردُّوا من تقدَّم من المسلمين ويوقفوا من تأخَّر منهم حين يصلون إليه .
وبعد أن صدر الأمر النبوي المذكور توقَّفت القافلة كلها ، ورجع منهم من تقدم ونزل الناس في منطقة الغدير ، وأخذ كل فرد يتدبَّر أمر إقامته هناك حيث نصبوا خيامهم وسكن الضجيج تدريجياً .
وشهدت الصحراء لأول مرة ذلك الاجتماع العظيم من الناس ، وقد زاد من عظمته حضور الأنوار الخمسة المقدسة : النبى الأكرم وأميرالمؤمنين وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام); وقد اشترك في ذلك التجمع الجماهيري الرجال والنساء من مختلف الأقوام والقبائل والمناطق ، وبدرجات متفاوتة من الإيمان ، انتظاراً لخطبة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) .
ونزل الرسول (صلى الله عليه وآله) عن ناقته وحطَّ رحال النبوة عند غدير خُمٍّ ، وكان جبرئيل إلى جانبه ينظر إليه نظرة الرضا ، وهو يراه يرتجف من خشية ربه وعيناه تدمعان خشوعاً وهو يقول : "تهديدٌ ووعدٌ ووعيدٌ... لأمضين فى أمر الله . فان يتَّهمونى ويكذِّبونى فهو أهون علىَّ من أن يعاقبنى العقوبة الموجعة فى الدنيا والآخرة"
وكانت حرارة الصحراء ووهج الشمس من القوة والشدة بحيث أن الناس ـ ومنهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ـ وضعوا قسماً من ردائهم على رؤوسهم والقسم الآخر تحت أقدامهم، وقد بلغ الأمر لدى البعض أن لفُّوا عباءتهم حول أقدامهم من شدة حرارة أرض الصحراء! وحان الوقت الموعود ونادى منادي الرسول (صلى الله عليه وآله) فخرجوا من خيامهم وخرج الرسول صلى الله عليه وآله وصلى بهم صلاة الظهر .
ورقى النبي (صلى الله عليه وآله) المنبر ووقف على مرقاته الأخيرة ، ثم دعا بأميرالمؤمنين (عليه السلام) وأمره أن يصعد المنبر ويقف إلى يمينه . فجاء أميرالمؤمنين (عليه السلام) ووقف على المنبر أدنى من موقف النبي (صلى الله عليه وآله) بمرقاة بحيث وضع النبي (صلى الله عليه وآله) يده على كتفه . ثم ألقى النبي (صلى الله عليه وآله) ببصره الشريف يميناً وشمالا يتفحص ذلك الحشد الكبير من الناس وانتظر هنيئة كيما يصغى الناس بأسرهم . وكانت النساء في جانب من ذلك المكان يسمعن النبي (صلى الله عليه وآله) ويشاهدنه .
وشرع النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبته التاريخية ، آخر خطبة رسمية له إلى العالم أجمع ، التي لم يذكر التاريخ خطبة لنبي من الأنبياء عبر التاريخ مثلها في مثل هذا الحشد المهيب .
وبدأ النبي (صلى الله عليه وآله) باسم الله تعالى وأخذ يرتِّل قصيدة نبوية في حمد الله تعالى والثناء عليه... ويشهد الله والناس على عبوديته المطلقة لربه العظيم .
ثم قال لهم : إن الله عز وجل بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً وخفت الناس أن يكذبوني ; فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني : أمتي حديثو عهد بالجاهلية ، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل ويقول قائل! فأتتني عزيمة من الله بتلة قاطعة في هذا المكان ، وتواعدني إن لم أبلغها ليعذبني . وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة من الناس ، وهو الكافي الكريم ; فأوحى إليَّ : "يا أيها الرسول ، بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، ان الله لايهدى القوم الكافرين".
ثم قال (صلى الله عليه وآله) : لا إله إلا هو ، لايؤمن مكره ولايخاف جوره . أقِرُّ له على نفسي بالعبودية وأشهد له بالربوبية ، وأؤدي ما أوحى إليَّ ، حذراً من أن لا أفعل فتحلَّ بي منه قارعةٌ لايدفعها عني أحدٌ ، وإن عظمت حيلته . أيها الناس ، إني أوشك أن أُدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟
فقالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت .
فقال (صلى الله عليه وآله) : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن الجنة حقٌ وأن النار حقٌ وأن البعث حق؟
قالوا : يا رسول الله ، بلى .
فأومأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى صدره وقال : وأنا معكم ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا لكم فرط ، وأنتم واردون عليَّ الحوض ; وسِعته ما بين صنعاء الى بصرى ; فيه عدد الكواكب قِدْحان ; ماؤه أشد بياضاً من الفضة... فانظروا كيف تخلفونى فى الثقلين .
فقام رجل فقال : يا رسول الله ، وما الثقلان؟
قال (صلى الله عليه وآله) : الأكبر كتاب الله ، طرفه بيد الله وسبب طرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولاتزلُّوا ولاتضلوا ; والأصغر عترتي أهل بيتي . أُذكِّركم الله في أهل بيتي ، أُذكِّركم الله في أهل بيتي ، أُذكِّركم الله في أهل بيتي . وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض . سألت ربي ذلك لهما ; فلاتقدِّموهم فتهلكوا ; ولاتتخلفوا عنهم فتضلوا ; ولاتعلِّموهم فإنهم أعلم منكم . أيها الناس ، ألستم تعلمون أن الله عز وجل مولاى ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنى أولى بكم من أنفسكم؟
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال (صلى الله عليه وآله) : "قم يا علي" . فقام علي (عليه السلام) ، وأقامه النبي (صلى الله عليه وآله) عن يمينه وأخذ بيده ورفعها حتى بان بياض إبطيهما وقال : "من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأدِر الحق معه حيث دار . فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم ولياً واماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين والأنصار ، وعلى التابعين لهم باحسان ، وعلى البادى والحاضر ، وعلى الأعجمى والعربى ، والحر والمملوك والصغير والكبير" .
فقام أحدهم فسأله وقال : يا رسول الله ، ولاؤه كما ذا؟
فقال (صلى الله عليه وآله) : ولاؤه كولائى ، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه!
وأفاض النبي (صلى الله عليه وآله) في بيان مكانة علي (عليه السلام) والعترة الطاهرة والأئمة الاثني عشر من بعده : علي والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين (عليهم السلام) ، واحدٌ بعد واحد ، الذين هم مع القرآن والقرآن معهم ، لايفارقونه ولايفارقهم ، حتى يردوا عليَّ حوضي...
ثم أشهد المسلمين مرات أنه قد بلغ عن ربه... فشهدوا له .
وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب... فوعدوه وقالوا : نعم .
وقام إليه آخرون فسألوه... فأجابهم...
وما أن أتم خطبته حتى نزل جبرئيل بقوله تعالى ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))/ المائدة 3 . فكبَّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية علي بعدي...
ومن أجل تأكيد البيعة شرعياً ورسمياً أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد الانتهاء من البيعة أن تنصب خيمتان : أحدهما خاصة به ، والأُخرى لأميرالمؤمنين (عليه السلام) وأمره بالجلوس فيها ، وأمر الناس بأن يهنؤوه ويبايعوه .
وأقبل الناس مجاميع ، كل مجموعة تدخل أولا إلى خيمة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ويبايعونه ويباركون له هذا اليوم ، ثم يذهبون إلى خيمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) ويهنؤونه ويبايعونه بخلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمامة من بعده ، ويسلِّمون عليه بإمرة المؤمنين . واستمرت المراسم ثلاثة أيام حتى شارك جميع المسلمين في البيعة .
وقد قال عمر بن الخطاب لأميرالمؤمنين (عليه السلام) في ذلك اليوم بعد بيعته له : "بخ بخ لك يا على! هنيئاً لك يا أبا الحسن! فقد أصبحت مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة"!
ومن الواضح أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يفرح في كل انتصاراته وفتوحاته كما فرح في يوم الغدير ، حيث أمر المسلمين بتهنئة علي (عليه السلام) لمقام الإمامة وقال : "ان الله خصَّنى بالنبوة وأهل بيتى بالامامة" .
وفي ذلك اليوم تقدَّم حسان بن ثابت الشاعر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) واستأذنه قائلا : يا رسول الله ، أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله ؟ فقال له : قل يا حسان على بركة الله .
وألقى حسان قصيدته في ذلك المكان لتبقى سنداً حياً وتاريخياً لواقعة الغدير، فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم ...... بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم؟ ...... فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا ...... ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي؟ فإنني ...... رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه ...... فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهم؟ وال وليه ...... وكن للذي عادا عليا معاديا
وبعد أن انتهى حسان من إلقاء قصيدته قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : "لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك" .
... جعلنا واياكم من الموالين لأمير المؤمنين ...
*** والحمد لله ربّ العالمين ***
فتسمَّر النبي صلى الله عليه وآله في مكانه وأصدر أمره إلى المسلمين بالتوقف وغيَّر مسيره إلى جهة اليمين وتوجَّه نحو الغدير وقال : "أيها الناس، أجيبوا داعى الله ، أنا رسول الله".
ثم قال : "أنيخوا ناقتى ، فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلّغ رسالة ربى" وأمرهم أن يردُّوا من تقدَّم من المسلمين ويوقفوا من تأخَّر منهم حين يصلون إليه .
وبعد أن صدر الأمر النبوي المذكور توقَّفت القافلة كلها ، ورجع منهم من تقدم ونزل الناس في منطقة الغدير ، وأخذ كل فرد يتدبَّر أمر إقامته هناك حيث نصبوا خيامهم وسكن الضجيج تدريجياً .
وشهدت الصحراء لأول مرة ذلك الاجتماع العظيم من الناس ، وقد زاد من عظمته حضور الأنوار الخمسة المقدسة : النبى الأكرم وأميرالمؤمنين وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام); وقد اشترك في ذلك التجمع الجماهيري الرجال والنساء من مختلف الأقوام والقبائل والمناطق ، وبدرجات متفاوتة من الإيمان ، انتظاراً لخطبة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) .
ونزل الرسول (صلى الله عليه وآله) عن ناقته وحطَّ رحال النبوة عند غدير خُمٍّ ، وكان جبرئيل إلى جانبه ينظر إليه نظرة الرضا ، وهو يراه يرتجف من خشية ربه وعيناه تدمعان خشوعاً وهو يقول : "تهديدٌ ووعدٌ ووعيدٌ... لأمضين فى أمر الله . فان يتَّهمونى ويكذِّبونى فهو أهون علىَّ من أن يعاقبنى العقوبة الموجعة فى الدنيا والآخرة"
وكانت حرارة الصحراء ووهج الشمس من القوة والشدة بحيث أن الناس ـ ومنهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ـ وضعوا قسماً من ردائهم على رؤوسهم والقسم الآخر تحت أقدامهم، وقد بلغ الأمر لدى البعض أن لفُّوا عباءتهم حول أقدامهم من شدة حرارة أرض الصحراء! وحان الوقت الموعود ونادى منادي الرسول (صلى الله عليه وآله) فخرجوا من خيامهم وخرج الرسول صلى الله عليه وآله وصلى بهم صلاة الظهر .
ورقى النبي (صلى الله عليه وآله) المنبر ووقف على مرقاته الأخيرة ، ثم دعا بأميرالمؤمنين (عليه السلام) وأمره أن يصعد المنبر ويقف إلى يمينه . فجاء أميرالمؤمنين (عليه السلام) ووقف على المنبر أدنى من موقف النبي (صلى الله عليه وآله) بمرقاة بحيث وضع النبي (صلى الله عليه وآله) يده على كتفه . ثم ألقى النبي (صلى الله عليه وآله) ببصره الشريف يميناً وشمالا يتفحص ذلك الحشد الكبير من الناس وانتظر هنيئة كيما يصغى الناس بأسرهم . وكانت النساء في جانب من ذلك المكان يسمعن النبي (صلى الله عليه وآله) ويشاهدنه .
وشرع النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبته التاريخية ، آخر خطبة رسمية له إلى العالم أجمع ، التي لم يذكر التاريخ خطبة لنبي من الأنبياء عبر التاريخ مثلها في مثل هذا الحشد المهيب .
وبدأ النبي (صلى الله عليه وآله) باسم الله تعالى وأخذ يرتِّل قصيدة نبوية في حمد الله تعالى والثناء عليه... ويشهد الله والناس على عبوديته المطلقة لربه العظيم .
ثم قال لهم : إن الله عز وجل بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً وخفت الناس أن يكذبوني ; فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني : أمتي حديثو عهد بالجاهلية ، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل ويقول قائل! فأتتني عزيمة من الله بتلة قاطعة في هذا المكان ، وتواعدني إن لم أبلغها ليعذبني . وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة من الناس ، وهو الكافي الكريم ; فأوحى إليَّ : "يا أيها الرسول ، بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، ان الله لايهدى القوم الكافرين".
ثم قال (صلى الله عليه وآله) : لا إله إلا هو ، لايؤمن مكره ولايخاف جوره . أقِرُّ له على نفسي بالعبودية وأشهد له بالربوبية ، وأؤدي ما أوحى إليَّ ، حذراً من أن لا أفعل فتحلَّ بي منه قارعةٌ لايدفعها عني أحدٌ ، وإن عظمت حيلته . أيها الناس ، إني أوشك أن أُدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟
فقالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت .
فقال (صلى الله عليه وآله) : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن الجنة حقٌ وأن النار حقٌ وأن البعث حق؟
قالوا : يا رسول الله ، بلى .
فأومأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى صدره وقال : وأنا معكم ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا لكم فرط ، وأنتم واردون عليَّ الحوض ; وسِعته ما بين صنعاء الى بصرى ; فيه عدد الكواكب قِدْحان ; ماؤه أشد بياضاً من الفضة... فانظروا كيف تخلفونى فى الثقلين .
فقام رجل فقال : يا رسول الله ، وما الثقلان؟
قال (صلى الله عليه وآله) : الأكبر كتاب الله ، طرفه بيد الله وسبب طرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولاتزلُّوا ولاتضلوا ; والأصغر عترتي أهل بيتي . أُذكِّركم الله في أهل بيتي ، أُذكِّركم الله في أهل بيتي ، أُذكِّركم الله في أهل بيتي . وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض . سألت ربي ذلك لهما ; فلاتقدِّموهم فتهلكوا ; ولاتتخلفوا عنهم فتضلوا ; ولاتعلِّموهم فإنهم أعلم منكم . أيها الناس ، ألستم تعلمون أن الله عز وجل مولاى ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنى أولى بكم من أنفسكم؟
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال (صلى الله عليه وآله) : "قم يا علي" . فقام علي (عليه السلام) ، وأقامه النبي (صلى الله عليه وآله) عن يمينه وأخذ بيده ورفعها حتى بان بياض إبطيهما وقال : "من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأدِر الحق معه حيث دار . فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم ولياً واماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين والأنصار ، وعلى التابعين لهم باحسان ، وعلى البادى والحاضر ، وعلى الأعجمى والعربى ، والحر والمملوك والصغير والكبير" .
فقام أحدهم فسأله وقال : يا رسول الله ، ولاؤه كما ذا؟
فقال (صلى الله عليه وآله) : ولاؤه كولائى ، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه!
وأفاض النبي (صلى الله عليه وآله) في بيان مكانة علي (عليه السلام) والعترة الطاهرة والأئمة الاثني عشر من بعده : علي والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين (عليهم السلام) ، واحدٌ بعد واحد ، الذين هم مع القرآن والقرآن معهم ، لايفارقونه ولايفارقهم ، حتى يردوا عليَّ حوضي...
ثم أشهد المسلمين مرات أنه قد بلغ عن ربه... فشهدوا له .
وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب... فوعدوه وقالوا : نعم .
وقام إليه آخرون فسألوه... فأجابهم...
وما أن أتم خطبته حتى نزل جبرئيل بقوله تعالى ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))/ المائدة 3 . فكبَّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية علي بعدي...
ومن أجل تأكيد البيعة شرعياً ورسمياً أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد الانتهاء من البيعة أن تنصب خيمتان : أحدهما خاصة به ، والأُخرى لأميرالمؤمنين (عليه السلام) وأمره بالجلوس فيها ، وأمر الناس بأن يهنؤوه ويبايعوه .
وأقبل الناس مجاميع ، كل مجموعة تدخل أولا إلى خيمة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ويبايعونه ويباركون له هذا اليوم ، ثم يذهبون إلى خيمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) ويهنؤونه ويبايعونه بخلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمامة من بعده ، ويسلِّمون عليه بإمرة المؤمنين . واستمرت المراسم ثلاثة أيام حتى شارك جميع المسلمين في البيعة .
وقد قال عمر بن الخطاب لأميرالمؤمنين (عليه السلام) في ذلك اليوم بعد بيعته له : "بخ بخ لك يا على! هنيئاً لك يا أبا الحسن! فقد أصبحت مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة"!
ومن الواضح أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يفرح في كل انتصاراته وفتوحاته كما فرح في يوم الغدير ، حيث أمر المسلمين بتهنئة علي (عليه السلام) لمقام الإمامة وقال : "ان الله خصَّنى بالنبوة وأهل بيتى بالامامة" .
وفي ذلك اليوم تقدَّم حسان بن ثابت الشاعر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) واستأذنه قائلا : يا رسول الله ، أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله ؟ فقال له : قل يا حسان على بركة الله .
وألقى حسان قصيدته في ذلك المكان لتبقى سنداً حياً وتاريخياً لواقعة الغدير، فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم ...... بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم؟ ...... فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا ...... ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي؟ فإنني ...... رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه ...... فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهم؟ وال وليه ...... وكن للذي عادا عليا معاديا
وبعد أن انتهى حسان من إلقاء قصيدته قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : "لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك" .
... جعلنا واياكم من الموالين لأمير المؤمنين ...
*** والحمد لله ربّ العالمين ***
رد: (( غدير خم ))
الجمعة ديسمبر 04, 2009 5:35 pm
اللهم صل على محمد و أل محمد
نبارك لكل المسلمين في المعمورة بهذا العيد الأغر عيد الله الأكبر عيد الغدير السعيد
وكل عام وأنتم بألف خير و سرور
وبارك الله فيكي أختي
مع جزيل الشكر و العرفان
نبارك لكل المسلمين في المعمورة بهذا العيد الأغر عيد الله الأكبر عيد الغدير السعيد
وكل عام وأنتم بألف خير و سرور
وبارك الله فيكي أختي
مع جزيل الشكر و العرفان
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى