القصيدة الذهبية " آمنت بالحسين" لشاعر العرب الأكبر " محمد الجواهري "
الأحد أبريل 19, 2009 5:17 pm
قصيدة آمنت بالحسين
للشاعر العراقي الكبير
محمد مهدي الجواهري
----------------------
فـداءٌ لمـثوآك مـن مضجـعِ تـنــوّر بالأبـلــجِ الأروعِ
بأعبـقَ مـن نفحـاتِ الجنـا نِ لاوحاً، ومن مسكهـا أضـوَعِ
ورعياً ليومـك يوم "الطفـوف" وسقيـاً لأرضـك من مصـرعِ
وحزناً عليـك بحبـس النفـوسِ علـى نهجـك النيـّر المَهْيـَعِ
وصوناً لمـجدك من أن يــذالَ بمـا أنت تـأبـاه من مبـدعِ
فيـا أيهـا الوتـر في الخالديـ ـن فـذّاً، إلى الآن لم يُشفـعِ
ويا عظـة الطامحين العظــام للاّهيـن عـن غـدهم قُنـّعِ
تعاليْتَ من مُفْزعٍ للحتُــوف وبُـوركَ قبـرَك مـن مَفْـزَعِ
تلـوذُ الدهـور فمـن سجّدٍ علـى جانبـيه ومـن رُكَّـعِ
شمـمتُ ثراك فهـبَّ النسيمُ نسـيمُ الكـرامـةِ مـن بلـقعِ
وعفّرْتُ خدي بحيث اسـتـرا حَ خـدٌّ تفـرَّى ولـم يضـرَعِ
وحيث سنابك خيـل الطغـا ة جـالت عليـه ولـم يخـشعِ
وخلْتُ وقد طارت الذكـرياتَ بـروحـي إلى عـالـمٍ أرفـعِ
وطفـت بقبرك طَوْف الخيـالِ بصـومـعةِ الملـهـمِ المبـدعٍ
كأنّ يداً من وراء الضــريـ ـحِ حمراءَ "مبتـورةَ الإصبـعِ"
تمـدُّ إلـى عالـم بالخنــو عِ والضّيم ذي شـرقٍ مُتـرعِ
تخبـّط في غابـةٍ أطبقــتْ على مُذئـبٍ مِنْـهُ أو مُسـِبعِ
لتبـدل منـه جديب الضميرِ بـآخـر معشـوشبٍ ممــرعِ
وتدفع هذي النفوسَ الصغـا ر خــوفاً إلى حـرمٍ أمنــعِ
* * *
تعاليْت من صاعقٍ يلتـظي فـإن تـدجُ داجيـةٌ يلمــعِ
تأرّم حقــداً على الصـاعقا تِ لم تُنْءِ ضيراً ولـم تنـفـعِ
ولم تبـذر الحّبَّ إثـر الهشيمِ وقد حــرَّقته ولـم تــزرعِ
ولم تُخلِ أبراجها في السمـاء ولم تـأتِ أرضـاً ولم تُـدقِـعِ
ولم تقطعِ الشرّ من جـذمـه وغــلَّ الضمـائـرِ لم تـنزعِ
ولم تصـدم الناس فيما هُـمُ عليـه مـن الخُـلـقِ الأوضَـعِ
تعاليْتَ من "فلـكٍ" قُطُـرهُ يدورَ علـى المحــورِ الأوسـعِ
فيابن "البـتولِ" وحسبي بها ضماناً على كــلِّ ما أدّعــي
ويا بن التي لـم يضع مثلـها كمـثلك حمـلاً ولـن تُرْضِـعِ
ويا بـن البطن بلا بطنـةٍ ويا بن الفتـى الحـاسرِ الأنـزعِ
ويا غُصن "هاشم" لم ينفتحْ بأزْهَـرَ منـك ولـم يُفــرِعِ
ويا واصلاً من نشيد "الخلود" ختـام القصـيدة بالمـطـلـعِ
يسير الورى برِكاب الزّمـا نِ مـن مستقـيمٍ ومن أظـلَـعِ
وأنت تُسَيِّرُ ركـب الخلـو د مــا تستـجِدَّ لـهُ يُتبـعِ
* * *
تمَّثْلتُ "يومكَ" في خاطري وردَّدتُ "صوتـك" في مـسمعـي
ومحَّصت أمرك لم "أرتهبْ" بنقـلِ "الـرواةِ" ولـم أخُــدَعِ
وقلتُ: لعلَّ دويَّ السنينِ بأصـداءِ حـادثكَ المفــجـعِ
وما رتَّـل المخلصون الدعا ةُ من "مُرسلِِينَ" ومـن "سُـجّـعِ"
ومن "ناثراتٍ" عليك المسـا ء والصـُّبـحَ بالشِّعـر والأدمُـعِ
لعلَّ السياسةَ فيـما جنـتْ على لاصقٍ بـك أو مُــدَّعـي
وتشريدَها كـلَّ مـن يدَّلي بحـبـلٍ لأهـليـك أو مقطـعِ
لعلَّ لذاك و "كَون" الشّجـيِّ وَلُوعـاً بكـل شـجٍ مـولَـعِ
يداً في اصطباغِ حديث "الحسين" بلــونٍ أُريـدَ لـه ممتــِـعِ
وكانـت ولمَّـا تـزل تـرزةً يـدُ الواثـق الملـجـأِ الألمـعـي
صناعـاً متـى ما تُـرِد خُطّةً وكيـف ومهـما تُـردْ تصـنـعِ
ولّما أزحت طـلاءَ "القـرونِ" وسـتر الخـداعِ عـن المـخـدعِ
أريـد "الحقيـقة" في ذاتِـها بغـيـرِ الطـبيعـةِ لـم تُطبــعِ
وجدتك في صـورة لم أُرع بـأعـظــمَ منـهـا ولا أروَعِ
ومـاذا! أَأَروعُ من أن يكو ن لحمُـكَ وقفـاً علـى المبضـعِ
وأن تتّقي ـ دون ما ترتئي ـ ضمــيرَك بـالأسَـلِ الشُّـرُّعِ
وأن تُطِعمَ المـوت خير البنين من "الأكهـليـن" إلى الـرضَّـعِ
وخيرَ بني "الأمِّ" من هـاشمٍ وخـيرَ بنـي "الأبِ" مـن تُبـّعِ
وخيرَ الصّحابِ بخير الصدو رِ، كـانـوا وقــاءَك، والأذرُعِ
وقدَّسْتُ "ذكراك" لم أنتحِلْ ثيـابَ التـُـقـاةِِ ولــم أدّعِ
تقحَّمْتَ صدري وريْبَ "الشكوكِ" يضـجُّ بـجـدرانِـه "الأربــعِ"
ورانَ سحـابٌ صفيقُ الحجـاب عليَّ مـن القـَـلَـقِ الـمُفـزعِ
وهبَّـتْ ريـاحٌ مـن الطيِّبـا تِ و"الطيِّـبـين" ولـم يقُـشَـعِ
إذا مـا تزحزحَ عن موضـعٍ تأبّـى وعــادَ إلـى مـوضِـعِ
وجازَ بي الشكُّ فيما مع " الـ جُدودِ" إلى الشـكِّ فيـما معـي
إلى أن أقمْـتُ عليه الـدليـ ـلَ من "مبـدأٍ" بـدمٍ مـشبَـعِ
فـأسلم طـوعاً إليك القيـادَ وأعـطـاك إذعانـة المهـطِـعِ
فنَّورت ما اظـلمُّ من فكـرتي وقـوَّمْتَ ما اعـوجَّ من أضلـُعي
وآمنْـتُ إيمان من لا يـرى سوى (العقلِ) في الشكِّ من مرجِعِ
بأن (الإبــاء)، ووحيّ السَّماءِ، وفيـضَ النـبوّة، مـن منـبـعِ
تجـمِّع في (جوهـرٍ) خالـصٍ تنـَّزه عـن (عَـرَضِ) المـطمـعِ
---------------------------------------------
* ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقيم في كربلاء يوم 26 تشرين الثاني 1947، لذكرى استشهاد الأمام الحسين (ع)
* نُشرت في جريدة " الرأي العام " العدد 229 في 30 تشرين الثاني 1947 .
* كُتب خمسة عشر بيتاً منها بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي إلى الرواق الحسيني المطهر .
----------------------------------------------
- العصفورة البريئةعــضــو ذهبي
- عدد الرسائل : 288
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 08/10/2009
رد: القصيدة الذهبية " آمنت بالحسين" لشاعر العرب الأكبر " محمد الجواهري "
الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 8:19 pm
قصيدة اكثر من روعة
شكرااااااااااا
شكرااااااااااا
- رسامة المنتدىمشرف عام
- عدد الرسائل : 368
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 17/05/2009
رد: القصيدة الذهبية " آمنت بالحسين" لشاعر العرب الأكبر " محمد الجواهري "
الأربعاء ديسمبر 30, 2009 2:40 am
مشكور ع القصيده الجميله
رد: القصيدة الذهبية " آمنت بالحسين" لشاعر العرب الأكبر " محمد الجواهري "
الأربعاء ديسمبر 30, 2009 3:41 pm
قصيدة اكثر من روعة
شكرااااااااااا
مروركم الأروع .. شكراً أختي
مشكور ع القصيده الجميله
لا شكر على واجب .. مشكورة على المرور العطر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى